انتهت المعركة الشرسة التي خاضتها فصائل المقاومة الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني تحت اسم "سيف القدس" في تمام الساعة الثانية من صباح يوم أمس الجمعة بعد إعلان وقف إطلاق النار. وكما كان متوقعا، وافق الكيان الصهيوني في نهاية الأمر ورغماً عن غروره، على وقف إطلاق النار تحت ضغط الهجمات الصاروخية واسعة النطاق من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية. حيث خرج الصهاينة من ساحة المعركة مع المقاومة الفلسطينية، مضطرين إلى تقديم تأكيدات لفصائل المقاومة بوقف عدوانها في منطقة الشيخ جراح. وفي هذا الصدد أكد أسامة حمدان القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس: أن "حركة حماس تلقت عبر وسطاء تأكيدات من الكيان الصهيوني بانها ستوقف العدوان على غزة وأنها ستوقف عدوانها في الشيخ جراح والمسجد الاقصى". إن تراجع الكيان الصهيوني في النهاية جاء تحت ضغط المقاومة الصاروخية المكثفة، التي اجبرته على إخلاء منطقة "الشيخ جراح" في القدس. لذلك، من الواضح جدًا أن المقاومة الفلسطينية بعملياتها ضد الصهاينة استطاعت أن تحقق هدفها الأساسي وهو دعم القدس وأهلها، ولقد تسبب هذا الأمر في فرض معادلة جديدة على العدو الصهيوني على الارض. وقال أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس: " فصائل المقاومة ألحقت هزيمة قاسية بالكيان الصهيوني خلال معركة سيف القدس".
في المقابل أكد "نصر الشمري" نائب الأمين العام لحركة المقاومة الإسلامية أن "معركة ((سيف القدس)) غيرت موازين القوى لمصلحة فصائل المقاومة الفلسطينية". وقال "يمكن القول ان فصائل المقاومة الفلسطينية اعادت رسم ميزان القوى خلال معركة سيف القدس؛ وأن الفصائل الفلسطينية لم تدافع عن أمتها فحسب، بل دافعت أيضًا عن كرامة الأمة الإسلامية". وعليه، يمكن وصف وقف إطلاق النار المعلن في غزة بأنه وقف إطلاق للنار مفروض على الكيان الصهيوني. إن استسلام الصهاينة لوقف إطلاق النار ليس بمحض إرادتهم، بل على مضض وتحت الإكراه، بعد أن وجدوا أن فصائل المقاومة الفلسطينية قادرة بالفعل على مواصلة القتال لعدة أشهر متتالية.
إضافة إلى ما ذكر، كشفت معركة سيف القدس أكثر من أي وقت مضى ضعف وعدم كفاءة نظام الدفاع الجوي المسمى بـ "القبة الحديدية"، وتشير آخر التقارير إلى أن الولايات المتحدة تعمل بالفعل على تحديث هذا النظام. وهذا يعني أن كل تبجحات وادعاءات الكيان الصهيوني بأن القبة الحديدية اعترضت صواريخ المقاومة كانت مجرد أكاذيب. ومن ناحية أخرى، تعرض الكيان الصهيوني خلال معركة سيف القدس لخسائر اقتصادية وأضرار في البنية التحتية. وأصيب عدد كبير من وحدات البنى التحتية التابعة للكيان الصهيوني بصواريخ مقاومة بعيدة المدى وألحقت بها أضراراً جسيمة. لقد اعترف الصهاينة أنفسهم أنه في الأيام الأولى من هجمات المقاومة وحدها، عانى الكيان الصهيوني من خسائر تجاوزت 160 مليون دولار.
إضافة إلى ذلك، يجب عدم تجاهل الآثار النفسية لهجمات المقاومة على مستوطني الكيان الصهيوني، حيث كان لإطلاق صواريخ المقاومة الفلسطينية أثر نفسي لا يمحى على المستوطنين. وبناءً على ذلك يمكن القول إن عدد الإصابات النفسية في المستوطنين نتيجة هجمات المقاومة على مدن الكيان أكبر بكثير من عدد الجرحى من جراء القصف الحربي. وتشير التقارير الأخيرة من الأراضي المحتلة إلى أن أكثر من 85٪ من الصواريخ التي أطلقتها فصائل المقاومة الفلسطينية أصابت أهدافها في الأراضي المحتلة، وقد أدت هذه الهجمات الواسعة النطاق إلى هروب جماعي للمستوطنين الصهاينة. وفي هذا الصدد، قال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس "عبد اللطيف القانو": "لجأ أكثر من 6 ملايين مستوطن صهيوني إلى الملاجئ بعد الهجمات الصاروخية الواسعة للمقاومة". وهذا يعني أنه من خلال الهجمات الواسعة للمقاومة، فإن وجود الكيان الصهيوني يعتبر في خطر شديد، لأن المستوطنين يشعرون بانعدام الأمن في الأراضي المحتلة أكثر من أي وقت مضى، ومن المحتم أن هذا الشعور سيؤدي إلى الهجرة العكسية.
وفي النهاية، أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية جميعها على أن دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية كان أحد العوامل الرئيسة في تحقق نصر استراتيجي على العدو الصهيوني في معركة سيف القدس. وفي هذا الصدد يقول إسماعيل هنية: "إنني أقدر دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية للمقاومة؛ وأن إيران لم تدخر جهدا في دعم المقاومة ماليا وعسكريا واستراتيجيا".
المصدر: الوقت
LINK: https://www.ansarpress.com/english/22486
TAGS: